لم تنتظر مريم كثيرا فقد غاب حسام سريعا عن الوعي بعد ان شرب كأس العصير الممزوج بأقراص منومة ..
وقفت مريم في مكانها ترتعش و لا تدري ماذا تفعل ..
فقد كانت تفكر و تقرر سريعا دون هدف محدد !
ذهبت مريم الي المطبخ و أعدت فنجان قهوة و اشعلت سيجارة و أخذت تتذكر كل ما مرت به معه و هي ما زالت ترتعش و تحاول ان تهدأ ..
سنوات طويلة عاشتها معه من الألم و الوجع و التهديد و في كل مرة تقرر ان تلجأ لأبيها يسارع حسام بالتوسل و البكاء و يطلب منها ان تغفر له و لن تندم .. و في كل مرة كانت تغفر لتندم !
حتي بعد ان طلقها شفهيا 3 مرات رفض الاعتراف بذلك بل اقسم ان نيته يعلمها الله و أنه لم يكن يقصد طلاق أبدا. !
لكن مريم بعد الطلقة الثالثة قررت ان تلجأ لأبيها و تحكي له كل ذلك و تعلمه عن مأساتها و عن شخصية حسام المريضة و عن اهانته لها بل و ضربه المؤلم و كيف انه يتلذذ بمحاولة إذلالها و يتفنن في وجعها ..
لكن القدر لم ينتظرها و منذ متي ينتظر القدر أحد ?
و كم كان حظها سئ بل اكثر من سئ فقد مات ابيها فجأة و اكد الأطباء انها سكتة قلبية رغم انه لم يشتكي من قلبه بل كانت صحته جيدة و لكنها ارادة الله سبحانه .. لتصبح وحيدة فهي لم يكن لها من أحد او سند في الحياة سواه .. و لكنه مات حتي قبل ان يعلم مدي عذابها و أيضا غبائها حين غفرت و غفرت كثيرا فلم تجني سوي الوجع و الألم و الندم ..
بكت مريم كثيرا و قامت فجأة توجهت الي المطبخ و أحضرت حبل و اقتربت من حسام بحرص و أخذت تقيده جيدا من يديه و قدميه ثم أتت بلاصق وضعته علي فمه و هي تقول تري هل يمكنني حقا ان اتخلص من كابوسك المؤلم فمنذ ظهرت بحياتي حولتها لكابوس ادعوا الله كل يوم ان استيقظ منه !
عادت مريم تجلس بعيدا عنه و تشعل سيجارة و تدخنها و هي تنظر اليه و تسأل نفسها ماذا بعد ? !
بقلم .. ميرفت عبدالله
رواية ( وجع الغفران .. ! ).. الفصل الخامس
Reviewed by من هنا و هناك
on
يونيو 07, 2020
Rating:

ليست هناك تعليقات: