بقلم ميرڤت عبد الله
فتحت مريم باب الحجرة و كان حسام ما زال ثائرا يصرخ بها و يتحدث كثيرا و هي لا تسمع شيئا فقد انفصلت كعادتها معه عن ذلك الواقع المميت و تركته و دخلت الحمام و أغلقت بابه جيدا و تركت نفسها تغتسل تحت المياه حتي قبل ان تتجرد من ملابسها و اخذت تبكي دون ان تتوقف عن البكاء ..
عاد حسام يدق الباب عليها و يسألها ببرود مميت و كأنه لم يصرخ بها منذ دقائق و لم يفعل كل ما فعله ! _ حبيبتي هل أنتي بخير ..
تمالكت نفسها قليلا و حاولت ان تتنفس بهدؤ و اغلقت المياه و شدت روب الحمام عليها و انتظرت دقائق اخري ..
ما زال حسام يدق الباب و بدا كأنه قلق بل عاد يصرخ بها ان لم تجيبي سأكسر الباب ..
نظرت الي المرآة و تنفست بعمق و مدت يدها لتدير مفتاح الباب و تفتحه و هي تنظر له بثبات و قبل ان يعود لصراخه بها قالت له بهدؤ تام : تعلم انك طلقتني للمرة الثالثة صحيح هو طلاق شفهي لا استطيع اثباته لكني واثقة منه و لن اتراجع عن رفع قضية خلع ما دمت ترفض ان نفترق بالمعروف و حتي ان لم تطلقني فأنا اصبحت أبغضك و لا اتحملك و لا اريدك و في جميع الاحوال اريد الانفصال عنك اما ما حدث اليوم منك سأجعلك تدفع ثمنه غاليا و جدا ..
جن جنون حسام و انال عليها سبا و ضربا ..... !
افاقت مريم و هي ما زالت واقفة امام المرآة لم تتحرك فقد كان ذلك المشهد ما تخيلته ان قالت له الحقيقة و ايقنت انها لا بد ان تلجأ لبعض من المكر لتتغلب عليه و لما لا فالشر يجب ان نحاربه بكل الطرق فإن كان يهددها بقوته و ليس لديها اخ او اب او حتي ابن .. لا أحد يمكنه ان يساندها و يدافع عنها ليس لها إلا الله و قد هداها لتمكر به و تحاول الخلاص منه ..
هكذا أقنعت نفسها بإن الحق معها و لن تتراجع عن ان تدافع عن نفسها و أن تتخلص من تهديده الدائم لها !
خرجت مريم من الحمام تبتسم بهدؤ و اقتربت منه في دلال و قالت له : ماذا بك هل تحبني الي هذه الدرجة ?!
اجاب مسرعا: والله أعشقك و قربها منه و أخذ يقبلها و هي تحاول ان تبتعد دون ان تثير غضبه فقالت له : مهلا الم تكتفي !
اجاب : والله منك ابدا لا اكتفي و ضمها بعنف اليه حتي أنها سمعت صوت ضلوعها و تألمت بشدة و رغم كل ذلك الألم بها نفسيا و جسديا ايضا تمالكت نفسها و أبتسمت و همست بأذنه اريد ان نتعشي سويا اولا و هناك حكايات اشتاق ان احكيها لك فدعني فقط ارتدي ملابس تليق بعشاء رائع يجمعنا هنا وحدنا ثم ..
قال بشوق : ثم ماذا ?
بدلال اجابته و هي تبتسم و تهمس به : ثم تلك مفاجأتي لك ستكون ليلتك ليلة من ألف ليلة و ليلة ..
ليلة لن تنساها عمرك فقط انتظرني قليلا هنا يا عمري
لمعت عين حسام و هو يسمع منها كلمة عمري فهو في حياته معها كلها لم يسمعها !
كانت كلماتها كالسحر بحق سحرته و جعلته وديع هادئ و قال لها لكي ما تشائين حبيبتي
ابتسمت و هي تفلت نفسها من بين يديه بصعوبة و لكن بهدؤ و حذر و قالت له أنتظرني حبيبي لن أتأخر عليك ..
طار عقل حسام من الفرح و شعر بنشوة التملك و الإنتصار ايضا ..
اما مريم فقد سارعت الي حجرتها و في عقلها فكرة قاسية مخيفة لكنها عزمت أن تنفذها ..
..... يتبع
بقلم ميرفت عبدالله
وجع الغفران ( الفصل الثالث)
Reviewed by من هنا و هناك
on
مايو 19, 2020
Rating:
ليست هناك تعليقات: