وجع الغفران ..
* الفصل الرابع *
أغلقت مريم باب غرفتها و جلست برهة علي سريرها و حاولت جاهدة كي لا تبكي و اخذت تتنفس بهدؤ ثم اشعلت سيجارة و قامت الي نافذة غرفتها تنظر الي السماء كانت تتمني ان تكون بمفردها بعض الوقت .. لكنها كانت تعلم انها يجب ان تسرع كي لا يفقد حسام صبره و لتجعله يثق بها ..
اطفأت سيجارتها و أرتدت سريعا فستانها الاسود الذي كانت تعلم انه يعشقه عليها و كانت هي ايضا تحب ذلك الفستان لكنها كرهته حين كرهت حسام و كرهت معه كل ما احبه ..
وقفت قليلا امام المرآة و وضعت أحمر شفاه بلون احمر وردي .. كانت تعلم كم تبدو جميلة في ذلك اللون ..
حاولت ان تبتسم و سمعته يناديها لماذا تأخرتي ?
شعرت بأختناق مع سماعها صوته فأخذت تتنفس بهدؤ و استعدت للخروج اليه و لكنها قبل ان تخرج فتحت درج الكومود و أخذت منه شريط أقراص دواء و خبأته في صدرها !
فتحت باب الغرفة و هي تبتسم و تنظر اليه بمكر مخبأ في ثوب من الدلال..
و حين رأها حسام فتح عينيه مبهورا و قد فتح فمه ايضا دون ان يشعر من شدة سعادته و هو غير مصدق انها تأتيه راضية بإرادتها و في ابهي و أجمل صورها .. و حين اقتربت منه
اسرع اليها يحاول ان يقبلها لكنها ابعدته و هي تبتسم وتهمس له ألم تشتاق لرقصي فذاب ضعفا امام سحرها و اجابها بل اموت اشتياقا .. ضحكت مريم بصوت عال و طلبت منه الجلوس و قالت له لقد طلبت عشاءا جاهزا كي لا اضيع وقتنا حبيبي و الي ان يأتي العشاء سنشرب سويا بعض العصير و انا ارقص لك فما رأيك ..
كان حسام كالمجذوب غير مصدق ما يحدث و قال لها اخشي اني أحلم فمنذ سنوات و انا اتمني قضاء ليلة معك برضاك و لو كان الثمن عمري ..
لمعت عين مريم و هي تقترب منه و تقول له و قد تحقق حلمك و انت اليوم حلم اريد ان احلمه بطريقتي .
لم يتمالك حسام نفسه فأمسك بها و اخذ يقبلها و لا يريد ان يفلتها و تظاهرت مريم بنشوة قبلته و بصعوبة انهتها و قالت له الأن انتظر و لا تنسي ان حلمك كان ان اكون معك بإرادتي فدعني الليلة افعل كل ما تريد و لكن كما أريد انا و صدقني لن تندم ..
اقتربت منه و قبلته و تركته و دخلت الي المطبخ في حين كان حسام يشعر بأنه في عالم اخر .. عالم من السحر و الخيال لم يتخيل لحظة ان يعيشه مع مريم فربما مع اي امرأة غيرها كان يصدق الا هي و لكن تحقق المحال اشعل حسام سيجارة و اخذ نفس عميقا منها و أبتسم
أما مريم فقد سارعت لتعد كأسين من العصير و لكن في احدهما وضعت اقراص المنوم الذي كانت تداوم عليه كي تستطيع النوم فقد كانت لا يمكنها ان تنام مهما حاولت إلا بذلك المنوم ..
قد كان ما فعله حسام بها و معها كفيل ان يجعلها لا تستطيع ان تنام كل عمرها ..
تنهدت بحزن و قالت في نفسها تذوق ما جعلتني اتذوقه ..
خرجت مريم و هي تتراقص علي انغام الموسيقي الشرقية و ارتشفت من كأسها رشفة في حين امسك حسام منها الكأس الاخر و جلس ينظر اليها و هي ترقص و تشرب و تراقبه حتي بدأ يشرب من كأسه فتركت كأسها و بدأت ترقص بجمال و سحر جعله يرتشف كأسه حتي أخر قطرة .. و ما زالت مريم ترقص و تراقبه و تنتظر .. !
بقلم .. ميرفت عبدالله
وجع الغفران .. * الفصل الرابع *
Reviewed by من هنا و هناك
on
مايو 30, 2020
Rating:

ليست هناك تعليقات: